الاثنين، 14 فبراير 2011

التاريخ ما قبل الاسلام (تتمة) 2


[عدل]العراقحكمت العراق عدة ممالك عربية هي مملكة ميسان ومملكة الحضر ودولة المناذرة.
قائمة ملوك المناذرة:
الترتيب
الحـــاكــم
فترة الحكم
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
عمرو بن المنذر, الملقب بالمحرق الثاني
15
16
17
18
النعمان بن المنذر, الملقب بأبو قابوس
19
20

[عدل]الحالة الإجتماعيةكان النسب هو العامل الفصل في مكانة الفرد فمن ولد في عشيرة كثيرة الأنفس ومنها أعيان المدينة فهو "عزيز" و"منيع" في تعبير ذلك الزمن ويعني في المصطلحات الحديثة مواطن لدولة قوية، أما من كان من عشيرة صغيرة وليس لها أعيان متبعون وفيهم المشورة فهو "حر" وليس عزيزا فلا يتجرأ على من ينتمي إلى العشائر الأقوى وإلا تعرض لأشد العقوبات من تلك العشيرة ولاتستطيع عشيرته حمايته وإلا تعرضت هي الأخرى لما تكره، أما الأحلاف وهم بتعبير اليوم "الوافدون" فكانت مكانتهم أقل من الأحرار فهم إما خلعاء من عشائرهم الأصلية أو قدموا للإقامة لأسباب أخرى فكانوا يربطون أنفسهم مع من نزلوا عنده فكان بمنزلة "الكفيل" اليوم فكان يقال فلان مولى فلان، وهم في حماية أحد الأفراد في عشيرة تلك المدينة، أما العبيد فمكانتهم منحطة لا حقوق لهم ويتم استغلالهم للعمل في الأمور التي يأنف منها اصحاب النسب[19]. وحين يكبر المجتمع العربي فإنه يحتاج لنظام للمشورة وقد تجلى ذلك في:
مجالس الشورى والبرلمان
الدولة
اسم البرلمان
ملاحظات
سبأ وقتبان ومعين
مزود
هي مجالس للأعيان وهناك مجالس اخرى هي "طبنن" و"مسخنن" و"عهرو".
لحيان
هجبل
مكة
تدمر
مجلس الشيوخ (sc)
شبيه بمجلس الشيوخ الروماني وله رئيس وكاتب.
الحضر
مجلس الشيوخ (sc)

[عدل]مكانة المرأةصورة من مخطوطة حديث بياض ورياضتبين الغزل العفيف.
كان اهتمام العرب قبل الإسلام بالمرأة استثنائيا بين الأمم، فاهتموا بحفظ كرامتها وسترها، فكان للنساء خدر في المسكن ويوفر السجف وهو الساتر لهم الحرية والخصوصية وفي الخارج كانت النساء تلبس مايسترها وتركب في الهودج عند السفر لأن لا يطلع عليها الغرباء. كان من النساء قبل الإسلام الطبيبة كاشفاء بنت عمرو وسيدة الأعمال كخديجة بنت خويلد. ووصلت المرأة الى مراتب عليا كما هو حال بلقيس ملكة سبأ، وزنوبيا ملكة تدمر، وزبيبة وشمسي ملكات قيدار، ومناصب كبيرة لا سيما عند الأنباط[20].[عدل]السجايا العربيةعرفت الأمم الأخرى عن العرب صفات كثيرة كانت هذه الفصائل والأخلاق الحميدة رصيدا ضخما في نفوس العرب، فجاء الإسلام فنماها وقواها، ووجهها وجهة الخير والحق، فلا عجب إذا كانوا انطلقوا من الصحاري كما تنطلق الملائكة الأطهار، فتحوا الأرض، وملئوها إيمانا بعد أن ملئت كفرا، وعدلا بعد أن ملئت جورا، وفضائل بعد أن عمتها الرذائل، وخيرا بعد أن طفحت شر[21].
هذه بعض أخلاق المجتمع الذي تنتشر فيه الفضيلة فبذلك يكون مؤهلا لحمل الرسالة الإسلامية، وإنما اختير من هذه البيئة البكر؛ لأن الأقوام الأخرى وإن كانوا على ما هم عليه وما هم فيه من فلسفه ومعارف، إلا أنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه العرب من سلامة الفطرة، وحرية الضمير، وسمو الروح[22].
  • الذكاء والفطنة :
فقد كانت قلوبهم صافية، لم تدخلها تلك الفلسفات والأساطير والخرافات التي يصعب إزالتها، كما في الشعوب المجاورة، فكأن قلوبهم كانت تعد لحمل أعظم رسالة في الوجود وهي دعوة الإسلام الخالدة؛ ولهذا كانوا أحفظ شعب عرف في ذلك الزمن، وقد وجه الإسلام قريحة الحفظ والذكاء إلى حفظ الدين وحمايته، فكانت قواهم الفكرية، ومواهبهم الفطرية مذخورة فيهم، لم تستهلك في فلسفات خيالية، وجدال بيزنطي عقيم، ومذاهب كلامية معقدة[23] وكان من أمر فطنتهم أنهم يستخدمون الإشارة فضلا عن العبارة، وشواهد ذلك كثيرة[24].
  • الكرم والسخاء:
كان هذا الخُلُق متأصلا في العرب، وكان الواحد منهم لا يكون عنده إلا فرسه، أو ناقته، فيأتيه الضيف، فيسارع إلى ذبحها، أو نحرها له، وكان بعضهم لا يكتفي بإطعام الإنسان بل كان يطعم الوحش، والطير، وكرم حاتم الطائي سارت به الركبان، وضربت به الأمثال[25].
  • المروءة والنجدة :
كانوا يتمادحون بالموت قتلاً، ويتهاجون بالموت على الفراش قال أحدهم لما بلغه قتل أخيه: إن يقتل فقد قتل أبوه وأخوه وعمه، إنا والله لا نموت حتفًا، ولكن قطعًا بأطراف الرماح، وموتًا تحت ظلال السيوف:
وما مات منا سيد حتف أنفه
ولا طُلّ منا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظباة نفوسنا
وليست على غير الظباة تسيل
وكان العرب لا يقدمون شيئا على العز وصيانة العرض، وحماية الحريم، واسترخصوا في سبيل ذلك نفوسهم قال عنترة :
بَكَرَت تخوفني الحُتوف كأنني
أصبحت عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتها إن المنية منهل
لا بد أن أُسْقى بكأس المنهلِ
فأقني حياءك لا أبا لك واعلمي
أني امرؤ سأموت إن لم أقتل[26]
وقال عنترة:
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أطيب منزل[24]
وكان العرب بفطرتهم أصحاب شهامة ومروءة، فكانوا يأبون أن ينتهز القوي الضعيف، أو العاجز، أو المرأة أو الشيخ، وكانوا إذا استنجد بهم أحد أنجدوه ويرون من النذالة التخلي عمن لجأ إليهم.
  • عشقهم للحرية، وإباؤهم للضيم والذل :
كان العربي بفطرته يعشق الحرية، يحيا لها، ويموت من أجلها، فقد نشأ طليقًا لا سلطان لأحد عليه، ويأبى أن يعيش ذليلاً، أو يمس في شرفه وعرضه ولو كلفه ذلك حياته، فقد كانوا يأنفون من الذل ويأبون الضيم والاستصغار والاحتقار وتتكرر تلك القيمة مرارا في الشعر الجاهلي، ولاتجد شعوبا أخرى تتسلط عليهم وتحتلهم طوال تاريخهم، وأشاد هيرودوتس بحب العرب للحرية، وحفاظهم عليها ومقاومتهم لأية قوة تحاول استرقاقهم واستذلالهم[27].
  • الوفاء والصدق :
أما وفاؤهم: فقد قال النعمان بن المنذر لكسرى في وفاء العرب: «وإن أحدهم يلحظ اللحظة ويومئ الإيماء فهي وَلث[28] وعقدة لا يحلها إلا خروج نفسه، وإن أحدهم يرفع عودًا من الأرض فيكون رهنًا بدينه فلا يُغلق رهنه ولا تخفر ذمته، وإن أحدهم ليبلغه أن رجلاً استجار به، وعسى أن يكون نائيا عن داره، فيصاب، فلا يرضى حتى يفنى تلك القبيلة التي أصابته، أو تفنى قبيلته لما أخفر من جواره، وأنه ليلجأ إليهم المجرم المحدث من غير معرفة ولا قرابة فتكون أنفسهم دون نفسه وأموالهم دون ماله»[29]. والوفاء خلق متأصل بالعرب، فجاء الإسلام ووجهه الوجهة السليمة، فغلظ على من آوى محدثًا مهما كانت منزلته وقرابته، قال رسول الله: «لعن الله من آوى محدثا»[30]. ومن القصص التي توضح شيمة الوفاء عندهم: «أن الحارث بن عباد قاد قبائل بكر لقتال تغلب وقائدهم المهلهل الذي قتل ولد الحارث، وقال: (بؤ بشسع نعل كليب) في حرب البسوس، فأسر الحارث مهلهلاً وهو لا يعرفه، فقال دلني على مهلهل بن ربيعة وأخلي عنك، فقال له: عليك العهد بذلك إن دللتك عليه، قال: نعم قال: فأنا هو، فجز ناصيته وتركه» وهذا وفاء نادر ورجولة تستحق الإكبار[31]. ومن وفائهم: أن النعمان بن المنذر خاف على نفسه من كسرى لما منعه من تزويج ابنته فأودع أسلحته وحرمه إلى هانئ بن مسعود الشيباني، ورحل إلى كسرى فبطش به، ثم أرسل إلى هانئ يطلب منه ودائع النعمان، فأبى، فسير إليه كسرى جيشًا لقتاله فجمع هانئ قومه آل بكر وخطب فيهم فقال: «يا معشر بكر، هالك معذور، خير من ناج فرور، إن الحذر لا ينجي من قدر، وإن الصبر من أسباب الظفر، المنية ولا الدنية، استقبال الموت خير من استدباره، الطعن في ثغر النحور، أكرم منه في الأعجاز والظهور، يا آل بكر قاتلوا فما للمنايا من بد»[32]، واستطاع بنو بكر أن يهزموا الفرس في موقعة ذي قار، بسبب هذا الرجل الذي احتقر حياة الصغار والمهانة، ولم يبال بالموت في سبيل الوفاء بالعهود.
  • الصبر على المكاره وقوة الاحتمال، والرضا باليسير :
كانوا يقومون من الأكل ويقولون: البطنة تذهب الفطنة، ويعيبون الرجل الأكول الجشع، قال شاعرهم:
إذا مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم إذا أجشع القوم أعجل[33]
وكانت لهم قدرة عجيبة على تحمل المكاره والصبر في الشدائد، وربما اكتسبوا ذلك من طبيعة بلادهم الصحراوية الجافة، قليلة الزرع والماء، فألفوا اقتحام الجبال الوعرة، والسير في حر الظهيرة، ولم يتأثروا بالحر ولا بالبرد، ولا وعورة الطريق، ولا بعد المسافة، ولا الجوع، ولا الظمأ، ولما دخلوا الإسلام ضربوا أمثلة رائعة في الصبر، والتحمل وكانوا يرضون باليسير، فكان الواحد منهم يسير الأيام مكتفيا بتمرات يقيم بها صلبه، وقطرات من ماء يرطب بها كبده[34].
  • قوة البدن وعظمة النفس :
واشتهروا بقوة أجسادهم مع عظمة النفس وقوة الروح، وإذا اجتمعت البطولة النفسية إلى البطولة الجسمانية صنعتا العجائب، وهذا ما حدث بعد دخولهم في الإسلام. كما كانوا ينازلون أقرانهم وخصومهم، حتى إذا تمكنوا منهم عفوا عنهم وتركوهم، يأبون أن يجهزوا على الجرحى، وكانوا يرعون حقوق الجيرة، ولا سيما رعاية النساء والمحافظة على العرض قال شاعرهم:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
وكانوا إذا استجار أحد الناس بهم أجاروه، وربما ضحوا بالنفس والولد والمال في سبيل ذلك.[عدل]الحالة الثقافية[عدل]الديانةذو الشرى.
في الفترة التي سبقت الإسلام كان معظم العرب قبل الإسلام قد وفقدوا تعاليم أنبياء الله هود وصالح وضعفت تعاليم الحنيفية دين أبوهم إبراهيم، فكانوا على الوثنية يعبدون الأصنام، أو مشركون كما في مكة فقد جمعوا ما بين عبادة الله وعبادة الأصنام، وتواجدت الديانة المسيحية كذلك لكنها أقل بشكل كبير عن الوثنية، بينما انتشار اليهودية محدود.
  • الوثنية
Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :ميثولوجيا عربيةالوثنية قديمة في الجزيرة العربية، ورد في القرآن الكريم:((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا)) ، ووفقا لبعض التفاسير فإن هذه الأصنام التي عبدها العرب كانت موجودة منذ ما قبل الطوفان، وتدل المصادر والنقوش القديمة أن عبادة الأصنام يرجع على الأقل إلى الف سنة قبل الميلاد. وظلت بعض المناطق متمسكة بالحنيفية ديانة إبراهيم عليه السلام، مثل مكة حتى تم استدخال الأصنام تقليدا لغيرهم ولزيادة التجارة عبر وضع أصنام القبائل الأخرى في مكة كي يزورها هؤلاء فيتبضعوا ويبيعوا ويشتروا وينتعش الاقتصاد. فكانت مكة تحتوي على 360 صنم مصفوفة حول الكعبة، وتفصيل شرك أهل مكة وغيرهم من العرب المشركين حيث اشترك هؤلاء في الاعتقاد بالألوهية العليا لله، الذي كان بعيداً عن شؤونهم اليومية، فلم يكونوا يتوجهون إليه بالعبادة أو الطقوس الدينية. ثلاثة آلهة ارتبطت بالله كبناته وهن: اللات والعزى ومناة.
الديانات السماوية:
  • الحنيفية
Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :حنيفيةالحنفية -وهم جماعة من العرب الموحدين قبل الإسلام على ملة إبراهيم- يدرجون أيضا في بعض الأحيان إلى جانب اليهود والمسيحيين كموحدين في الجزيرة العربية قبل الإسلام، على الرغم من الخلاف حول وجودهم التاريخي بين بعض الباحثين.[35][36] ووفقاً للتراث الإسلامي، محمد نفسه كان حنيفياً ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم.[37]
  • النصرانية
انتشرت النصرانية بشكل أساسي بين عرب الشام والعراق، وانتشرت كذلك في شرق الجزيرة العربية حيث تكونت لهم عدة اسقفيات على المذهب النسطوري وهي أسقفية هجر اسقفية سماهيج اسقفية عراد اسقفية مازون، ومع وجود للنصرانية في وسط الجزيرة العربية إلا أنه لم يكن يضاهي الوثنية المتأصلة هناك، أما في غرب الجزيرة العربية فنجران كانت مركزا مشهورا للنصرانية وفيما خلاها لم توجد أي تكتلات نصرانية سوى أفراد معتنقين لتلك الديانة.[38]من مشاهير المسيحيين العرب:
  • رهبان القدس:
[عدل]الأدبCrystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :أدب جاهليأشهر شعراء الجاهلية:
[عدل]العلومبالرغم من عدم وجود مخطوطات علمية ترجع للعصور الجاهلية إلا أن هنالك مايدل على أنه كانت لديهم علوم متوارثة في مجالات مختلفة، في مجال الفلك الذي كان الجاهليون يدعونه "علم الأنوار"[42] عرفوا مواقع النجوم واستدلوا بها للإهتداء إلى مسالكهم في البر والبحر، ولهم معرفة في أوقات ظهور الكواكب حيث كانوا يعبدون بعض الكواكب لاسيما "الزهرة" التي تظهر في أوقات محددة والتي مثلوها بصنم هو "العزى"، في مجال الرياضيات يذكر أن فيثاغورث كان قد زار ضمن رحلته بلاد العرب ليتعلم من حكمة أهلها، كان العرب أمة تجارية ولاشك انهم استخدموا أنماط كثيرة من علوم الرياضيات ومنها الجبر، يقول الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني:
واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت
إلى حمام سراع وارد الثمد
قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا
إلى حمامتنا مع نصفه فقد
فحسبوه فألفوه كما ذكرت
تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد
فكملت مائة فيها حمامتها
وأسرعت حسبة في ذلك العدد
فتتكون لدينا معادلة جبرية:
\cfrac{X}{2} +X +1 = 100
في مجال الطب، برع في العصر الجاهلي بعض الأطباء منهم: ابن أبي رمثة التميمي والحارث بن كلدة النضر بن الحارث وضماد والشفاء بنت عمرو وابن حزيم وفي مجال البيطرة: العاص بن وائل، ويعتبر يوم 27 سبتمبر في تقويم القديسين هو يوم صوم لذكرى استشهاد طبيبين من النصارى العرب هما "كوسماس" و"ديماس" عام303م ذلك في فترة الاضطهاد الروماني للنصارى[43]، ويذكر التلمود أن اليهود كانوا يطلبون خبرة العرب في مجال الطب[44]. وفي مجال هندسة المياه نجد أنهم قد ابتكروا نظام القنوات المائية (الأفلاج) حوالي 1000 ق.م[45] وأقاموا السدود منذ وقت مبكر وأشهر تلك السدود هو سد مأرب الذي يغذي بشبكة قنواته حوالي 72 كم2[46]، وقد اكتشفت نماذج أولية من محركات هيدروليكية في معبد أوام[47].[عدل]الحالة الاقتصاديةCrystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :التجارة العربيةاقتصاد الجزيرة العربية في ذلك الوقت كان يعتمد على شبكة التجارة العربية القديمة، وبالإضافة لذلك فهناك نشاطات اقتصادية متعددة منها الزراعة والتي ازدهرت في بعض المناطق بالرغم من عدم وجود أنهار دائمة في الجزيرة العربية، فاستعمل العرب قديما أنظمة السدود وقنوات الري خصوصا في اليمن وشرق الجزيرة العربية ووادي القرى شمال الحجاز والطائف التي تعتبر فرضة أهل مكة، وتلك المناطق انتجت اصنافا من الحبوب والفاكهة أما الزراعة في الأقسام الأخرى من الجزيرة العربية اعتمدت على زراعة نخيل التمر بشكل أساسي، اقتصاد مكة كان متينا حيث كانت مركزاً تجارياً ودينياً هاماً نظراً لمرور القوافل التجارية القادمة من الشمال والجنوب بها، وترجع أهميتها الدينية لوجود الكعبة المقدسة فيها، والتي يفد إليها الحجاج كل عام مما كان يساعد على الازدهار الاقتصادي كذلك.[48].
كانت قريش أهل تجارة قد أوسر سادتها من ورائها. فكانت عيرهم تنطلق صيفا للشام وفلسطين ومصر. وشتاء كانت هذه القوافل تتجه جنوبا لليمن. وكانت القوافل التجارية الكبرى تتجه غادية رائحة. فكانت تمر بأطراف شبه الجزيرة العربية علي ثلاثة محاور رئيسية. فكان هناك طريق القوافل الجنوبي الشمالي حيث كانت تقطعها من جدة بالحجاز إلي الشام وسيناء ومصر. والطريق الثاني يقع في أطراف شرق الجزيرة العربية متجها من الخليج العربي جنوب العراق ليصل لبلاد الرافدين شمالا, ليعرج منها للشام الي دمشق لتصل هذه القوافل لبلاد الشام وفلسطين. والطريق الثالث كان يقع بغرب الجزيرة العربية ويمر بحذاء ساحل البحر الأحمر. ويبدأ من اليمن عبر جدة, فالمدبنة ليتجه شمالا للشام والبتراء بالأردن. وهذه الرحلات الموسمية صيفا وشتاءا ظل عليها العرب مبقين.[عدل]العمارةCrystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :عمارة جاهليةمعبد برآن.
تتسم العمارة عند العرب قبل الإسلام بالطابع الشخصي اكثر بكثير من الطابع الملكي المركزي، فتكثر البقايا العمرانية التي تعود لأفراد عاديين كبقايا البيوت في المستوطنات القديمة بينما تقل آثار الدول من معابد كبيرة ومسارح وغيرها بشكل واضح، بنيت معظم المساكن والمنشآت باللبن فوق أسس من الحجر، لذلك تم الكشف عن اسس العديد من المستوطنات، وكان فن العمارة قد ازدهر بشكل خاص في جنوب وشمال غرب الجزيرة العربية.[عدل]الفنون[عدل]الموسيقى والغناءمشهد موسيقي من العهد القتباني.
الأدوات المستخدمة:
2.العود، أنواعه:
3. الجنك وهو يشبه القانون.
4. المعزفة وهي نوع من أنواع القانون.
5.المربع وهو غالبا القيثار المربع ذو التجويف المنبسط.[عدل]الرسم والفسيفساءأشكال هندسية مرسومة على جدار معبد "الحقة"، اليمن.
عثر الباحثون على رسومات ومخربشات حجرية منذ زمن ما قبل التاريخ في عدة مواضع من شبه الجزيرة العربية; تعكس تلك الرسومات مشاهد صيد وقتال او تصوير لأشجار وحيوانات. يذكر ان المناذرة كانوا يستخدمون الرسومات في قصورهم وفي كنائسهم في الحيرة، وبالرغم من هدم قصور الحيرة لاستخدام موادها من اخشاب وأعمدة وطابوق لإعمار الكوفة الإسلامية إلا ان الحفريات في بداية القرن العشرين كشفت عن اساسات جدران مطلية بالجص عليها رسومات نباتية، كما عثر على رسومات فيقرية الفاو عاصمة كندة[49]، وفي البتراء وبصرى، وفي "قصر شقر الملكي" في شبوة[50]. أزدهر فن الفسيفساء في مملكة الأنباط واستمر ازدهاره حتى العصور المسيحية، وهناك عدد كبير من اللوحات الفسيفسائية صنعها سكان تلك المناطق لا سيما في أم الرصاص وجرش والنتل ومادبا، وهناك لوحات فسيفسائية ترجع لزمن الغساسنة منها فسيفساء كنيسة "سرجيوس" في النتل، يذكر الإخباريون وجود لوحات من الفسيفساء في كنائس المناذرة في الحيرة، لكن لم يبق منها أثر، أما في جنوب الجزيرة العربية ليس هناك إلا مثالين للوحات فسيفسائية بها أشكال هندسية وترجع لزمن القتبانيين.[عدل]الحالة السياسيةCrystal Clear app kdict.png طالع أيضا :أيام العربالإمبراطورية التدمرية (باللون الأصفر).
العلاقات البينية للممالك والشعوب العربية القديمة متعددة وتشتمل على العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، في مجال العلاقات السياسية لممالك جنوب الجزيرة العربية نجد أن هذه الممالك تحاربت وتوحدت مرارا عبر التاريخ كما ارسلت بعثاتها فيما بينها وإلى العرب الشماليين، من ذلك حضور ممثلي مملكة سبأ تتويج العزيلط ملك مملكة حضرموت، ونجد أن العزيلط في وقت لاحق قد استقبل وفودا من تدمر ومن قريش، وكذلك قيام حرب بين قوات ملك كرب يعفر ملك حمير من طرف وقوات المنذر بن امرئ القيس ملك المناذرة والثائرين معه في الطرف آخر والتي حدثت في "مأسل الجمح" عام (516م)[51]، وللحميريين حملات أخرى في شبه الجزيرة العربية منها حملتهم (360م) على يبرين (شرق الجزيرة العربية) وجو (تسمى اليمامة الآن شمال شرق الجزيرة العربية) والخرج (وسط الجزيرة العربية) حيث اشتبك الحميريون من من ضمن من اشتبكوا معهم مع قبائل معروفة هي إياد ومعد وعبد القيسومراد وكانت هزيمة القبيلتين الأخيرتين في "سيان" شمال شرق مكة بين أرض نزار وأرض غسان بحسب النقش[52]، ونجد زيارة ابو كرب اسعد لديار معد بمناسبة تنصيب مسؤولين لقبيلتهم[53]، ونجد نقش نفس الملكين في "مأسل" كذكرى لمرورهم في تلك الأراضي مصطحبين معهم أعيان دولتهم، وكذلك بعثة شمر يرعش إلى مالك ملك الأزد التي أكملت طريقها إلى المدائن وسلوقية.
قبيل الإسلام انهارت ثلاث دول عربية قديمة هي مملكة حمير (525م) ومملكة الغساسنة (583م) ومملكة المناذرة (609م) وكانت كل واحدة منهم فيما سبق تؤلف دولة تحكم أراضيها وتمد سيطرتها على مناطق أخرى بواسطة قبائل تحكمها تلك الحكومات بشكل مباشر ويكون استتباع هذه القبائل هو بتبادل المصالح فتوفر الدول المال للقبائل للحفاظ على طرق شبكة التجارة العربية والتي كانت الشريان الأساسي لاقتصاد الجزيرة العربية من قطاع الطرق سواءا بواسطة الصعاليك الخلعاء أو حتى بواسطة القبائل الأخرى والتي لم تكن تنظر لهذا العمل على أنه جريمة بل فخر[54][55] حيث يحصل قاطع الطريق على المال لأهله وعشيرته من قوم لاتربطه بهم صلة دم أو دين. وتشترك القبائل المحكومة من قبل تلك الدول مع هذه الدول في حروبها وفي المقابل توفر هذه الدولة الحماية للقبائل فتعلن الحرب على من يتهجم ويتحرش بهذه القبائل، فكان سقوط هذه الدول القوية قبيل قبيل البعثة إيذانا بحالة من عدم الاستقرار والحروب[56] بين تلك القبائل التي لاتجد غير العنف لفرض هيبتها حيث لو أحس الآخرون ضعفا استخفوا بها وهاجموها حيث ترسخت هذه المعطيات السياسية فيما بعد على شكل قيم متوارثة[57] فيقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه
يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
طبيعة الحكم داخل مجتمعات كمكة هو النظام العشائري، حيث يتشارك أعيان تلك العشائر القوية في تلك المدينة بالحكم عبر النقاش، وفي حالة مكة فإن هناك مجلس هودار الندوة يلتقي فيه الأعيان ويناقشون الأمور الداخلية مثل فض المنازعات بين الأفراد والأمور الخارجية مثل الحروب وعقد الأحلاف وتنظيم التجارة.[عدل]مصادر
  1. ^
  2.  [1]جريدة الشرق الأوسط
  1. ^
  2.  صحيفة 26 سبتمبر جريدة الأخبار
  1. ^
  2.  جريدة عكاظ
  1. ^
  2.  Archaeological, linguistic and historical sources on ancient seafaring: A multidisciplinary approach to the study of early maritime contact and exchange in the Arabian peninsula ,Nicole Boivin, Roger Blench & Dorian Fuller pdf; also see Aramco Article of 4July/August 1992 [2]
  1. ^
  2.  Potts (2008)
  1. ^
  2.  سورة إبراهيم:37
  1. ^
  2.  تكوين 17-

ليست هناك تعليقات: