الأحد، 23 مارس 2014

القناة الرسمية عمر عبد الكافي


https://www.youtube.com/user/abdelkafytube

جميع برامج الأستاذ عمر عبد الكافي. مشاهدة مباشرة

من صلى ثم بعد ساعتين تذكر بأنه ليس على طهارة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال :

كنت مسافر ودخل عليَّ وقت صلاة المغرب ، وصلينا المغرب والعشاء ، وبعد ساعتين تذكرت بأنني لست على وضوء ، فما الحكم في ذلك ؟

الجواب:
الحكم أن تتوضأ وأن تعيد الصلاتين لأنهما لم يصحا منك لعدم الطهارة ، الطهارة شرطٌ لصحة الصلاة ، والوضوء ما يسقطه عنك النسيان .

الشيخ الفوزان حفظه الله

نعم أنصحك بالتبرج

جلست أتأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه : ( هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ) وفي رواية: ( تداعبها وتداعبك ) ولعل اللفظ الأول وهو (تلاعبها) لم يستوقفني لأن الرجل من طبيعته المبادرة والتجديد في المعاشرة الزوجية ولكن الذي استوقفني هو كلمة (تلاعبك) أي بنفس مستوى الرجل من الإقبال والتشويق والإغراء.

ولعل هذا النص يتعارض مع واقعنا المعاصر وما نعيشه من تخلّف في ثقافة المعاشرة الزوجية، مما دفع كثيراً من الأزواج وأحياناً الزوجات من منطلق (العيب والحياء المزيف) إلى الخيانة الزوجية.

أحببت أن أكتب هذه المقدمة وأنا أدعو الزوجات إلى (التبرج الزوجي) وهو يختلف عن تبرج الجاهلية الأولى والذي حذرنا الله منه، ولكن أريد أن (تتبرج) الزوجة لزوجها، وتستخدم كافة قدراتها الأنثوية من أجل الاستمتاع في الحياة الزوجية حتى يُشبع كل واحد منهما الآخر.

أكتب هذه الكلمات بعدما انهالت عليّ رسائل كثيرة عبر البريد الإلكتروني عن شكوى الأزواج والزوجات في علاقتهما الخاصة مع بعضهما البعض، وبعض الرسائل أجيب عليها وأكثرها أحيلها إلى صديق متخصص في المسائل الجنسية ليجيبهم عليها.

ولكن ما لفت نظري في هذه الرسائل شبه ثقافة موجودة عند الرجال بعدم تزين الرجل لزوجته والتجمّل لها وإشباع رغبتها،بحجة أن هذا يقلل من هيبته، وثقافة تقليدية أخرى مماثلة لديهم هي أنهم عندما تتقرب زوجة الرجل إليه وتبدع في ذلك بلباسها وزينتها فإنه يسألها: من أين تعلمت هذه التصرفات؟!، ويشك فيها ويفتح معها ملف تحقيق فتنقلب لحظات السعادة والمتعة إلى شقاء وعذاب، ونسي هذا الرجل أن النبي وصف ورَغّبَ فيمن تمتلك صفة (وتداعبك)، (وتلاعبك).

فأي جاهلية جنسية نعيشها اليوم وهي البعيدة عن هدي الحبيب محمد، وأقول كذلك مما لاحظته من الرسائل ذلك الحياء المزيّف عند المرأة في عدم تبرجها لزوجها والتفنن في إشباع حواسه، بينما هي تتبرج في الخارج تبرج الجاهلية الأولى من غير حياء، فأي تناقض هذا الذي تعيشه (غرف نومنا)؟، ولهذا نلاحظ أسراً مفككة ومهلهلة بسبب عدم الاستقرار الجنسي بين الزوجين.

بعض الرسائل تأتيني من أزواج يطلبون من زوجاتهم أن يتحدثوا معهم بكلام غزلي فيرفضن، والبعض يطلب من زوجته أن ترقص له فترفض، وآخر يطلب منها أن تلبس له لباساً معيناً فترفض، وإذا خرج من منزله وقعت عيناه على كل ساقطة ولاقطة ثم نشتكي من كثرة الخيانة.

وبعض الزوجات يشتكين من روائح أزواجهن الكريهة، والبعض يعاملها زوجها وكأن المعاشرة الزوجية واجب لا بد أن يتخلص منه، فتعيش الأسرة في معاناة والواقع اليوم لا يرحم، كما صرحت بذلك الكاتبة البريطانية " فيكس وارد " في تحقيق صحفي كشف التحالفات بين مجلات المرأة ومجلات الجنس بشكل واضح، كما أن القنوات الفضائية تزيد من شعلة الإثارة وفي مقابل هذا كله لا يوجد (تبرج زوجي).

ولهذا نلاحظ أن النبي كان يبعث عند عودته من السفر من يخبر أهل المدينة بقدومهم (حتى تمتشط الشعثاء وتستعد المغيبة)، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه ألا يدخلوا على أهليهم بليل حتى لا يروهم إلا في أحسن هيئة ومظهر.

كل هذا الفقه العظيم الذي عندنا في التأكيد على (التبرج الزوجي) بحاجة اليوم إلى أن يظهر من جديد بدءاً من (تلاعبها وتلاعبك)وانتهاء بتلك النصوص التي ذكرناها.

يقول الله - تعالى -: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) على اعتبار أن اللذة مشتركة بين الطرفين. والغريب في الموضوع كما ذكر د. أحمد الأبيض أن أوروبا لم تكتشف أن المرأة تلقى لذة إلا في القرن التاسع عشر من قبل دعاة - التطوير - (ذكرتها شرادر كليبرت في كتابها - الثورة الثقافية للمرأة).

وأقول ختاماً: إن الإسلام هو السبّاق دائماً حتى في الثقافة الجنسية وأقول للأزواج والزوجات: نعم أنصحك بالتبرج، وأنصح زوجك بالتبرج لك.

http://up.3dlat.com/uploads/136182293112.gif


 
سأل رجل المعافى بن عمران رحمه الله تعالى، قائلاً: يا أبا مسعود!
أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية؟ فغضب وقال:
يومٌ من معاوية أفضل من عمر بن عبدالعزيز عُمُره )،
ثم التفت إليه فقال: تجعل رجلاً من أصحاب محمد مثل رجل من التابعين ).
  
واقول : لو انفق عمر بن عبد العزيز مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد معاوية من الشعير او ما دونه ولا نصيفه والله العليم الخبير نظر في قلوب العباد فوجد ان افضل الناس اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فجعلهم وزراءه، فتفطن يا من لا تزال في حيرة من امرك، واعلم ان من شتم عدولنا وخيارنا فقد سب ديننا ومن سب الصحابة وعائشة ومعاوية، فأمه هاوية وما ادراك ماهية نار حامية، وفي الحديث : لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه

توقيع السائح ابراهيم

بشائر لأهل البلاء

 بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ينزل البلاء، وتحُلُّ المِحَن، وتُحدِقُ الخُطوب، تطيشُ أحلامُ فريقٍ من الناس، فيُذهِلُهم ما نزل بهم عن كثيرٍ من الحق الذي يعلمون، فتقعُ الحيرةُ، ويثورُ الشكُّ، وتُهجرُ الحقائق، وتُتَّبعُ الظُّنون، ويُحكَم على الأمور بغير علمٍ، ويُقضَى فيها بغير العدل، ويُنسَى أن سُنَّة الله في الابتلاء ماضيةٌ في خلقِه.

وهي سُنَّةٌ جاء حديثُ القرآن عنها جليًّا واضِحًا لا خفاء فيه، فقال ربُّنا سبحانه:المأَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَوَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[العنكبوت: 1-3]، وقال عز وجل:لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ[آل عمران: 186]، وقال عزَّ اسمُه:وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَأُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[البقرة: 155-157].

إنها سُنَّةٌ ربَّانيةٌ عامَّة، لم يستثنِ الله منها أنبياءَه ورُسُلَه مع علُوِّ كعبِهم، ورِفعة مقامِهم، وشرفِ منزلتِهم، وكرمِهم على ربِّهم؛ بل جعلَهم أشدَّ الناس بلاءً، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" والترمذي والنسائي وابن ماجه في "سننهم" بإسنادٍ صحيحٍ عن سعد بن أبي وقاصٍأنه قال: قلتُ: يا رسول الله، أيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ قال:«أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثل، يُبتلَى الرجلُ على حسب دينِه؛ فإن كان في دينِه صُلبًا اشتدَّ بلاؤُه، وإن كان في دينِه رِقَّةٌ ابتُلِي على قدرِ دينِه، فما يبرَحُ البلاءُ بالعبدِ حتى يتركَه يمشِي على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ».

وقد نزل برسولِ اللهمن هذا البلاء أعظمُه، وحسبُكم ما نالَه من أذى قومِه، وتكذيبِهم له، واستِهزائِهم به، وصدِّهم الناس عن دينِه، وحملِهم له على مُفارقة وطنِه، وإعلان الحربِ عليه، وتأليبِ الناس عليه وعلى دعوتِه، وغزوِهم دار هجرته ومقرَّ أهلِه وصحابتِه؛ للقضاء عليه ووأد دينِه واستئصال شأْفَته، ومُمالأة أعدائِه من اليهود والمُنافقين في المدينة عليه، وكيد هؤلاء جميعًا له، ومكرهم به، ونقضِهم ميثاقَهم الذي واثقَهم به، والتحالُف مع المشركين على حربِه، وسعيِهم إلى قتلِه غِيلةً وغدرًا.

فكان صلوات الله وسلامُه عليه كمثل الذين سبَقوه على درب المِحن والابتلاء من النبيين، ثابتًا على المِحَن، صابِرًا على البلاء، مُجاهِدًا في الله حقَّ جِهادِه، حتى أتاه نصرُ الله ودخل الناسُ في دينِ الله أفواجًا، وأكمل الله الدين، وأتمَّ على عباده النعمة، وغمَرَت أنوارُ الهداية أقطارَ النفوس، وخالطَت بشاشةُ الإيمان القلوبَ. ولحِق النبيبربِّه راضِيًا، قريرَ العين، تارِكًا في أمته من بعده شيئين ما إن تمسَّكوا بهما لن يضِلُّوا أبدًا: كتاب الله، وسنَّته عليه الصلاة والسلام .

إن انتهاج هذا النَّهج في الصبر على البلاء والثبات للمِحَن، إنما هو لكمال اليقين بأن الله تعالى لم يكتُب على عباده البلاء إلا لحِكَم عظيمة ومقاصِد جليلة، تربُو على الحصر، وتجِلُّ على العدِّ.


وإن من أجلِّ ذلك -كما قال ابن القيم رحمه الله- أن يمتحِنَ الله صبرَ عبدِه، فيتبيَّن حينئذٍ صلاحُه لأن يكون من أوليائِه، وأن يُعدَّ من حزبِه، فإن ثبتَ للخُطوب وصبرَ على البلاء اصطفاه الله واجتباه، وخلعَ عليه خِلَع الإكرام، وألبَسَه ألبِسَة الفضل، وكساه حُلَل الأجر، وغشَّاه أغشِيَة القبول، وختمَ له بخاتمة الرِّضوان، وجعل أولياءَه وحزبَه خدمًا له وعونًا.

وإن انقلبَ على وجهِه، ونكصَ على عقِبَيه؛ طُرِد وأُقصِيَ، وحُجِب عنه الرِّضَا، وكُتِب عليه السَّخَط، وتضاعَفَت عليه أثقال البلاء، وهزمَتْه جيوش الشقاء، وهو لا يشعرُ في الحال بضعفٍ ولا بهزيمةٍ، لكنه يعلم بعد ذلك أن المُصيبةَ صارَت في حقِّه مصائب.

وما بين هاتين المنزلتَين -وهي منزلة الصبر ومنزلة السخَط- صبرُ ساعة، وتشجيعُ القلب في تلك الساعة، والمُصيبةُ لا بُدَّ أن تُقلِع عن هذا وهذا، ولكن تُقلِع عن هذا بأنواع الكرامات والخيرات، وعن الآخر بالحِرمان والخذلان؛ لأن ذلك تقديرُ العزيز العليم، وفضلُ الله يُؤتيه من يشاءُ، والله ذو الفضل العظيم، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن ماجه في "سننهما" بإسنادٍ حسنٍ عن أنس بن مالكأنه قال: قال النبيُّ:«إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم؛ فمن رضِيَ فله الرِّضا، ومن سخِطَ فله السَّخَط».

فلا غرْوَ أن كان عطاءُ الصبر خيرَ ما يُعطَى العبد، كما جاء في "الصحيحين" عن أبي سعيدٍ الخُدريِّأن رسولَ اللهقال:«ما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصبر».

ألا وإن من أعظم حِكَم الابتلاء تحقيقَ العبودية لله؛ فإن الله تعالى يُربِّي عبدَه على السرَّاء والضرَّاء، والنعمة والبلاء، حتى يستخرِجَ منه العبودية في جميع الأحوال؛ إذ العبدُ على الحقيقة هو القائِمُ بعبوديَّة الله على اختلاف أحوالِه.

أما عبدُ النعمة والسرَّاء الذي يعبُد الله على حرفٍ هو الشكُّ والقلقُ والتزلزلُ في الدين، أو على حالٍ واحدةٍ؛ فإن أصابَه خيرٌ اطمأنَّ به، وإن أصابَتْه فتنةٌ انقلَبَ على وجهِه، فهذا ليس من عبيدِه الذين اختارهم سبحانه لعبوديَّته، وشرَّفهم بها، ووعدَهم بحُسن العاقِبَة عليها.

ومن حِكَم الابتلاء أيضًا: أن تكون للعبد عند ربِّه منزلةٌ رفيعةٌ ومقامٌ كريمٌ، لا يبلُغها بأعماله؛ فيكون البلاء سببًا لبلوغه إياها، كما جاء في الحديث عن أبي هريرةأنه قال: قال رسولُ الله:«إن الرجلَ ليكونُ له عند الله المنزِلة، فما يبلُغُها بعملٍ، فما يزالُ يبتَليه بما يكرَه حتى يُبلِّغَه إياها» أخرجه أبو يعلى في "مسنده" وابن حبان في "صحيحه" بإسنادٍ حسنٍ.

ولهذا كان الابتلاء من الخير الذي أرادَه الله بعبدِه وكتبَه له وإن لم يظهَر له ذلك، كما في حديث أبي هريرةأن رسولَ اللهقال:«من يُرِد الله به خيرًا يُصِب منه» أي: يُنزِل به مُصيبة ويبتلِيه ببلاءٍ. أخرجه البخاري في "صحيحه".

فالابتلاء كِيرُ القلوب، ومِحكُّ الإيمان، وآيةُ الإخلاص، وشاهد الإذعان، ودليلُ التسليم لله رب العالمين، وهو كالدواء النافع يسوقُه إلى المريض طبيبٌ رحيمٌ به، ناصحٌ له، عليمٌ بمصلحته. فحقُّ المريض العاقل الصبرُ على تجرُّع صابِه وعلقمِه، وأن لا يتقيَّأه بالسَّخَط والشكوى.

ألا فبُشرى ثم بُشرى لأولئك الذين نزل بساحتِهم البلاء من أهل الإسلام في فلسطين، وسورية، وبورما، وإفريقيا الوسطى، وغيرها، فأُخرِجوا من ديارهم وأموالهم، واستُبيحَت حُرماتُهم، وضاقَت عليهم الأرضُ بما رحُبَت؛ فإن عاقبةَ الله -إن شاء الله- هي منَّةُ الله بالنصر والتمكين في الدنيا، ونزول رفيع الجِنان في الآخرة،فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا[النساء: 19].

إن للثبات عند نزول البلاء ووقوع المِحَن أسبابًا تُعين عليه، وتُذلِّلُ السبيل إليه، ومن أعظمها: صِدقُ اللُّجوء إلى الله تعالى، وكمالُ التوكُّل عليه، وشدَّةُ الضراعة والإنابة إليه، وصِدقُ التوبة بهجر الخطايا والتجافِي عن الذنوب؛ فما نزل بلاءٌ إلا بذنبٍ، وما رُفِع إلا بتوبة. كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
ومنها: النظرُ في أخبار الذين نزل بهم البلاء، وألمَّت بهم المصائب؛ من الأنبياء والمُرسلين، وعباد الله المُخلَصين؛ للتعزِّي بأحوالهم، والتأسِّي بصبرِهم وتسليمِهم الذي كان ديدنَهم وهِجِّيراهم ودأبَهم ومنهاجهم عند نزول البلاء.
ومنها: تحسينُ الظنِّ بالإخوة في الدين، لا سيَّما منهم أهل العلم والفضل، بحمل أقوالهم وأعمالهم على أحسن المحامِل، وكذا الرجوع إلى الراسِخين في العلم باستِيضاح ما يُشكِل والسُّؤال عما يُجهَل.
ومنها: الحذرُ من الإعجابِ بالرأيِ، واجتِنابُ التعجُّل في إطلاق الأحكام، والمُسارعة إلى تعليل أو تفسير المواقِف باتباع الأهواء، أو بالوقوع تحت تأثير ما يُسمَّى بالتحليلات على اختلاف أنواعها وتعدُّد مصادرها؛ إذ هي قائمةٌ في الأعمِّ الأغلبِ على المصالِح والمطامِح والأهواء، فيقِلُّ فيها الصدقُ، ويكثُر الكذبُ والخطأ والظلمُ.
ومنها: تركُ القِيل والقال الذي كرِهَه الله لعباده، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عن المُغيرة بن شعبةأن رسولَ اللهقال:«إن الله تعالى حرَّم عليكم عقوقَ الأمهات، ووأد البنات، ومنعًا وهات، وكرِه لكم قِيل وقال، وكثرةَ السُّؤال، وإضاعةَ المال».
ويدخلُ فيه: التحديثُ بكل ما يسمعه المرءُ، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرةأن النبيقال:«كفَى بالمرءِ إثمًا أن يُحدِّث بكل ما سمِع».
وإنه إذا كان حرِيًّا بالمسلم اتباعُ هذا المنهَج الراشِد في كل حين؛ فإن اتباعَه في أوقات المِحَن ونزول البلاء أشدُّ تأكُّدًا وأعظمُ وجوبًا.




الشيخ: أسامة بن عبدالله الخياط